يتجه الجدل بشأن الفجوة بين الطبقات في أمريكا إلى إلقاء اللوم بشكل أساسي على الضرائب وسياسات الحكومة، إلا أن ورقتين بحثيتين ألقيتا الضوء على أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى تباين الثراء، وهو عائد الاستثمار الأعلى على الثروة.
وتشير الدراسة البحثية إلى أنه مع الاعتراف بأن عوامل مثل نمو ثروة الأغنياء، والركود النسبي للطبقة المتوسطة، لها دخل كبير في الفروق بين الثروات، إلا أن الاستثمار يلعب دورا هاما أيضا في الأمر، حيث تحقق استثمارات الأغنياء أداءً أفضل، بحسب ما نشرته شبكة “سي إن بي سي”.
وكشفت ورقة بحثية بشأن الثروة العقارية في العقد الأخير للباحث “إيدورد وولف” من جامعة نيويورك، أن الفجوة بين الطبقات ارتفعت بشكل حاد خلال الفترة من عام 2007 وحتى 2010، وظلت دون تغيير يذكر منذ هذا الوقت.
وأوضحت أن السبب الأول في زيادة عدم التناسق بين الثروات يكمن في أن أغنى 1% من السكان يضعون ثلاثة أرباع مدخراتهم في أصول استثمارية، بينما 63% من أصول أصحاب الطبقات المتوسطة عبارة عن المنزل الخاص بهم.
وأشار “وولف” إلى أن هناك اختلافا كبيرا في العائد ين الطرفين، حيث إن أغنى 1% من السكان حصلوا على 5.91% كعائد سنوي في الفترة من 2010 حتى 2013، بينما بلغت نسبة عائد المجموعة الأخرى نحو 3.27%، مؤكدًا أن الاختلاف يعكس الأصول الاستثمارية عالية العائد مثل الأسهم بالنسبة للأغنياء، وارتفاع حصة السكن في محفظة الطبقة المتوسطة.
وأوضح الباحث في حوار صحفي أن الاستثمارات في القطاع الخاص والعقارات التجارية تعزز عائدات الأثرياء، مشيرًا إلى أنه في الفترة بين عام 2010 وحتى 2013 وبينما كانت الطبقة الوسطى تبيع استثماراتها لسداد جزء من التزاماتها، كان الـ 1% الأكثر ثراءً من السكان يرفعون من استثماراتهم.
وتابع: “لو كانت الطبقة الوسطى وجهت استثماراتها للأصول المالية كان الوضع سيكون أفضل بشكل كبير”.
وكشف التقرير أن الاقتصاديين “إيمانويل سويز” و”جبرييل زوكمان” بحثا في موضوع تفاوت الثروة في الولايات المتحدة منذ عام 1913 واكتشفا أن تركيز الثروة اتخذ وضع حرف “U” خلال سنوات القرن الماضي.
وتشير الورقة البحثية إلى أنه مع الاعتراف بأن الأسهم تلعب دورًا في الأمر، إلا أن الاستثمار في السندات ربما يكون السر الحقيقي لعائد استثماري أفضل، فالعائلات الثرية ربما كان بإمكانها تحقيق عائد 6% في استثمار السندات، بالدخول في أسواق أجنبية أو شراء سندات ذات عائد مرتفع، في الوقت الذي يمكن لباقي السكان الحصول على معدل عائد 3% فقط، ليتواصل زيادة الاختلاف مع مرور الوقت.
ويوضح التقرير أنه في منتصف عام 1980 كان أغنى 0.01% من السكان يمتلكون 1% من السندات الخاصة بالأسر الأمريكية، بينما ارتفعت النسبة إلى 5.4% بحلول عام 2012.
ويتحدث تقرير “سي إن بي سي” عن أن الورقة البحثية لم تذكر أحد أهم الأسباب لارتفاع عائدات الأغنياء وهو صناديق الأسهم الخاصة، التي ربما ليست متاحة لكل المستثمرين، ولكنها سجلت أداءً أكثر تفوقًا من سوق الأسهم عامة خلال السنوات الماضية، وكانت وراء ارتفاع العائد على استثمارات الأغنياء.
ارقام
لماذا يزداد الأغنياء ثراءًا فى امريكا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق